زائف


أثار مسلسل "رسالة الإمام" الذي يتناول السنوات الأخيرة من حياة الإمام محمد بن إدريس الشافعي، أحد أشهر علماء الفقه الإسلامي، والتي قضاها في مصر، الكثير من الجدل على مواقع التواصل الإجتماعي بين منتقد ومعجب.


الإمام الشافعي بين أبيات شعر من فيسبوك ولقاء وهمي مع المأمون.. أين الحقيقة؟

Mar. 28, 2023 - منوعات
الإمام الشافعي بين أبيات شعر من فيسبوك ولقاء وهمي مع المأمون.. أين الحقيقة؟
مسلسل رسالة الإمام
الإدعاء

أثار مسلسل "رسالة الإمام" الذي يتناول السنوات الأخيرة من حياة الإمام محمد بن إدريس الشافعي، أحد أشهر علماء الفقه الإسلامي، والتي قضاها في مصر، الكثير من الجدل على مواقع التواصل الإجتماعي بين منتقد ومعجب.

نتيجة التحري
بعيدًا عن هذا الجدل، وقع المسلسل في خطأين، نوضحهما في هذا البوست.
🔲 الخطأ الأول:
◾ في الحلقة الأولى من المسلسل، تمرض زوجة الإمام الشافعي فينشدها أبياتًا من الشعر قائلًا: "وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا.. سنَموتُ يأساً أو نَموت نَحيبا.. واذا بلُطفِ اللهِ يَهطُلُ فجأةً.. يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوبا".
◾ الخطأ أن هذه الأبيات ليست للإمام الشافعي، وإنما للشاعر السوري المعاصر حذيفة العرجي.
◾ لم ترد هذه الأبيات في أي من الكتب التي تناولت شعر الشافعي. طالعنا كتب "ديوان الإمام الشافعي المسمى الجوهر النفيس في شعر الإمام محمد بن إدريس" وكتاب "ديوان الإمام الشافعي مع مختارات من روائع حكمه"، وكتاب "ديوان الإمام الشافعي" لعبد الرحمن المصطاوي.
◾ وعلق الشاعر السوري حذيفة العرجي على نسبة تلك الأبيات إلى الشافعي مؤكدًا أنها أبياته التي كتبها قبل 10 سنوات، وأوضح: "البيتان شهيران، وطالما نُسبا للشافعي وطالما وضّحت هذا الخطأ، وسبق أن قلت: الإمام أحق بهما منّي، وهو أكبر من كلّ قولٍ يُنسب له".
◾ بالبحث وجدنا الأبيات منشورة على صفحة العرجي الرسمية على فيسبوك في أكتوبر 2013 (قبل نحو 10 سنوات كما ذكر)، ولم نجدها منشورة قبل هذا التاريخ.
◾ على مدار سنوات تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي أبيات "العرجي" على أنها للإمام الشافعي، ويبدو أن صناع العمل وقعوا في هذا الخطأ.
🔲 الخطأ الثاني:
◾ في الحلقة الثانية من المسلسل، وفي سياق تبرير صناع العمل لقرار الإمام الشافعي بمغادرة بغداد، ورد مشهد عن لقاء جمع الشافعي بـ"الخليفة العباسي" في قصر الخلافة سنة 198 هـ - 814 م، بحسب ما كتب بوضوح على الشاشة.
◾ تناول اللقاء قضية "القول بخلق القرآن"، حيث بدا الخليفة متحمسًا للقول بخلق القرآن فيما كان الشافعي يرى عكس ذلك وأن "القرآن قديم بقدم الله سبحانه وتعالى وليس مخلوق".
◾ لم يُحدد صناع العمل اسم الخليفة العباسي المقصود، لكن التاريخ المكتوب بوضوح على الشاشة (198 هجرية - 814 ميلادية)، وكذلك القضية المتناولة (خلق القرآن)، يؤكدان أن المقصود هو الخليفة المأمون بن هارون الرشيد.
◾ تولى المأمون الخلافة سنة 198 هـ - 813 م، بعد أن قتل رجاله أخيه الأمين. وكان من القائلين بخلق القرآن وفي عهده حصلت "فتنة خلق القرآن" الشهيرة.
◾ الخطأ التاريخي الذي وقع فيه صناع المسلسل: أن الخليفة المأمون لم ينتقل إلى بغداد فور توليه الخلافة، وإنما ظل في خراسان 6 سنوات تقريبًا، وبعدها انتقل إلى بغداد سنة 204 هـ - 819 م، بحسب كتاب "تاريخ الأمم والملوك" لمحمد بن جرير الطبري، وكتاب "عصر المأمون" لأحمد فريد رفاعي.
◾ توفي الشافعي في مصر في سنة 204 هـ - 820 م، أي بعد أشهر قليلة من وصول المأمون إلى بغداد، ولا يوجد مصدر تاريخي ذكر حدوث لقاء بين الرجلين خلال تلك الفترة.

آخر التحقيقات