خلال الأيام اللي فاتت، نقل عدد من المواقع الإخبارية عن مواقع صحفية أجنبية إن العلماء توصلوا إلى إن “سم العقرب يقضي على كورونا”، أو “يمكن أن يساعد في هزيمة المتغيرات الجديدة لفيروس كورونا”، وهو ما أثار جدلًا كبيرًا وبعض الناس اعتقدوا إن الأمر خلاص أصبح أكيد ويتم استخدام سموم العقارب لمحاربة كورونا. هنحاول في البوست ده نوضح الموضوع بدقة.
# هل ثبت إن سم العقارب يقضي على كورونا؟
حتى الآن لا يوجد أي دليل على أن سم العقارب يقضي على كورونا. الأمر كله لا يزال في مرحلة “الاستكشاف”، يعني المراحل الأولى للبحث.
اعتماد عقار جديد يجب أن يمر بالعديد من الأبحاث والاختبارات، منها مرحلة البحث الاستكشاف، وإجراء التجارب المعملية، وإجراء تجارب على حيوانات، ثم أجراء تجارب على أعداد صغيرة من البشر، ثم على أعداد أكبر وأكبر، ومن الممكن أن يفشل العقار في أي من هذه المراحل ولا يتم اعتماده.
الموضوع كله حتى الآن في مرحلة البحث لاعتقاد العلماء إن ده “مجال مثير ومنتج يستحق المزيد من البحث”.
جامعة أبردين في اسكتلندا أعلنت إن علماءها “بيستكشفوا” مع نظرائهم في جامعة قناة السويس المصرية “إمكانات سموم العقارب في مكافحة تهديد المتغيرات الجديدة لفيروس كورونا”.
الجامعة أشارت، في بيان رسمي منشور على موقعها، إلى إن العقارب هي واحدة من أقدم الحيوانات على وجه الأرض، حيث وجدت منذ أكثر من 400 مليون سنة، واستُخدمت سمومهم في العلاجات التقليدية منذ العصور القديمة في العديد من البلدان، لا سيما في الصين والهند.
وبحسب “أبردين” تحتوي سموم العقرب على “مزيج رائع” من الببتيدات النشطة بيولوجيًا، كثير منها عبارة عن سموم عصبية قوية جدًا، بينما أظهر العديد منها أنشطة قوية مضادة للبكتيريا والفيروسات ويعتقد أنها تلعب دورًا في حماية الغدة السامة من العدوى الميكروبية، لذلك “يمكن أن تكون هذه الببتيدات بمثابة نقطة انطلاق جيدة لتصميم أدوية جديدة مضادة لفيروس كورونا”.
# أين وصل العلماء حتى الآن؟
تم جمع عقارب من أنواع مختلفة من الصحراء المصرية لأخذ سمومها، من أجل تحليل مادتها الوراثية “التي ستكشف عن كميات وفيرة من المعلومات المفيدة عن تركيبة الببتيد السام”.
العملية دي مش سهلة خالص، لإن سم العقرب هو خليط معقد للغاية يحتوي على مئات السموم وتحليلها يتطلب تجارب شاقة.
وتقول جامعة أبردين أنه “بعد تنقية وتحديدها، سيتم تصنيع ببتيدات السم بكميات أعلى وتعديله هيكليًا لمنح خصائص شبيهة بالعقاقير باستخدام إنزيمات مخصصة”.