خلال كلمته بقمة المناخ، أمس الإثنين، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، نداءً لقادة العالم من أجل وقف الحرب الروسية الأوكرانية.
رغم تركيز العالم على التأثيرات الاقتصادية للحرب، إلا أنه ثمة تأثير سلبي آخر متوقع تفاقمه خلال الفترة المقبلة، وهو تأثير الحرب على خطط حماية المناخ.
في فبراير الماضي، بعدما شنت روسيا حربها على أوكرانيا، استخدمت سلاح الطاقة للضغط على أوروبا وأمريكا والمجتمع الدولي، بعد فرض عقوبات اقتصادية عليها.
تعتمد أوروبا بشكل أساسي على الغاز الطبيعي، الذي تعد روسيا أكبر مصدّريه، وواحدة من أكبر الدول التي تمتلك احتياطي له، إذ يبلغ احتياطيها نحو 48.9 تريليون متر مكعب، حسب إحصائية لمنظمة الأوبك 2020.
خلال الأشهر الأخيرة خفضّت روسيا إمداداتها من الغاز إلى أوروبا، ما أدى إلى زيادة أسعار الغاز، واضطرار بعض الدول إلى إيجاد بدائل أقل في التكلفة.
## بدائل غير صديقة للبيئة
في ظل الحاجة العاجلة للغاز بسبب موجات الصقيع التي تعاني منها أوروبا في الشتاء، تعالت الأصوات من أجل الاعتماد على الطاقة الشمسية والرياح، كأحد أنواع الطاقة المتجددة صديقة البيئة، لكن مع صعوبة تحقيق الأمر بشكل سريع، لجأت الدول إلى بدائل لها تأثير سلبي على المناخ.
اعتمدت الدول على الوقود الأحفوري، الذي يساهم في تغير المناخ العالمي، ويمثل أكثر من 75% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، وحوالي 90% من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حسب إحصائية للأمم المتحدة.
1- النفط:
أحد أنواع الوقود الأحفوري هو النفط، أو ما نطلق عليه في مصر (بترول/بنزين)، ومع القلق العام بسبب الحرب اتجهت بعض الدول لتأمين نفسها، وعقد تعاقدات جديدة طويلة الأمد مع شركات البترول.
هذه التعاقدات أسهمت في تحقيق مكاسب قياسية للشركات، على رأسها شركة أرامكو السعودية، التي ارتفعت قيمتها نتيجة للحرب لتصل إلى 2.3 تريليون دولار لتصبح ثاني أكبر شركة في العالم من حيث القيمة المالية بعد شركة أبل.
لكن الاعتماد المتزايد على النفط، يُسهم إلى حد كبير في زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، الذي يؤدي إلى التغير المناخي، والاحتباس الحراري، وارتفاع درجة حرارة الأرض.
وحسب الأمم المتحدة، فإن درجة حرارة العالم ترتفع حاليًا بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ المسجل. وبمرور الوقت، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تَغيُّرات في أنماط الطقس واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد. وهو ما يشكل مخاطر عديدة على البشر وجميع أشكال الحياة الأخرى على الأرض.
2- الفحم:
بخلاف النفط، ومع نقص إمداد الغاز الروسي، عادت بعض الدول الأوروبية إلى الاعتماد على الفحم، الأسوأ على البيئة، إذ أنه مسؤول عن ثلث مشكلة الاحترار العالمي لأنه ينتج عنه الغازات الدفيئة زي غاز ثاني أكسيد الكربون، اللي هي أكبر سبب للاحتباس الحراري وتغير المناخ.
أدت زيادة استخدام الفحم بعد أزمة كورونا إلى ارتفاع في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لتصل ملياري طن عام 2021 ، وهو أكبر ارتفاع سنوي لها على الإطلاق، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
لا يتسبب حرق الفحم في تلوث الهواء فحسب، بل إن أنشطة التعدين لاستخراجه لها أيضًا تأثير شديد على البيئة.
3- نقل الغاز الطبيعي المسال عبر ناقلات بحرية
لحل الأزمة مؤقتا، خصص الاتحاد الأوروبي نحو 12 مليار يورو لخطوط أنابيب الغاز ومنشآت استيراد الغاز الطبيعي المسال، مع نقلها عبر ناقلات بحرية.
تحتاج الناقلات إلى كميات وقود إضافية، ستؤثر بشكل كبير على المناخ، بالإضافة إلى احتمالية حدوث تسريبات في البحار والمحيطات أثناء عملية الشحن.
وحسب خبراء تحدثوا إلى "إندبندنت عربية" فإن الولايات المتحدة تولّد الغاز عبر عملية صعبة تؤدي إلى ارتفاع هائل في غاز الميثان (أحد الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون)، الذي يسهم في ارتفاع درجة حرارة الأرض في السنوات الأخيرة.
وفقًا لاتفاقية باريس للمناخ، يجب توقف درجة حرارة العالم عند 1.5 درجة مئوية، عن طريق الحد من استهلاك الوقود الأحفوري عالميًا بنسبة 55%، لكن، مع الأحداث الأخيرة من المتوقع زيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري بنسبة 14%.