اعرف


◾ إلى جانب الاستهداف الجسدي المباشر، استخدمت إ.سـ.رائيل لتحقيق هذه الغاية، أسلحة أخرى متعددة، تشمل التجويع وتدمير المرافق الصحية واستهداف مراكز الخصوبة، وهو ما يرصده فريق #متصدقش في هذا التقرير.


كيف تعمدت إ.سـ.ر.ائـ.يل استهداف الصحة الإنجابية للفلسـ.طينيين؟

Feb. 12, 2025 - سياسي
كيف تعمدت إ.سـ.ر.ائـ.يل استهداف الصحة الإنجابية للفلسـ.طينيين؟
نتيجة التحري

📌 شكل النساء والأطفال نحو 70% من ضحايا الحرب الإ.سـ.رائيلية على قطاع غـ.ز.ة. قتل جيش الاحـ.تلال، منذ أكتوبر 2023، نحو 18 ألف طفل و12 ألف سيدة، وأصاب نحو 78 ألف آخرين، فيما يصل عدد المفقودين من الأطفال والنساء إلى 4700، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفـ.لسـ.طيني.

◾ تُشير الوقائع، وتصريحات مسؤولين بالأمم المتحدة وتقارير منظمات حقوقية، أن إ.سـ.رائيل استهدفت النساء والأطفال في غـ.ز.ة بشكل متعمد، وهي جزء من خطة أوسع لـ"استهداف القدرة الإنجابية للفـ.لسـ.طينيين"، والإضرار بمستقبل أجيال منهم.

◾ إلى جانب الاستهداف الجسدي المباشر، استخدمت إ.سـ.رائيل لتحقيق هذه الغاية، أسلحة أخرى متعددة، تشمل التجويع وتدمير المرافق الصحية واستهداف مراكز الخصوبة، وهو ما يرصده فريق #متصدقش في هذا التقرير.   

⭕ تدمير المرافق الصحية

◾ "أُجبرت على الفرار مع زوجي وأطفالي 6 مرات منذ بداية الحرب. وبينما كنت أفر من مكان إلى آخر بدأت أنزف بشكل غير متوقع. لم أتمكن من العثور على طبيب إلا بعد وصولي إلى رفح، وأكد أنني أُجهضت. لم أكن حتى أدرك أنني حامل!"، تقول وفاء، عاملة فـ.لسـ.طينية في مجال الرعاية الصحية التابع للاتحاد العالمي لتنظيم الأسرة.

◾ لا توجد معلومات موثقة عن أعداد السيدات اللاتي حملن أو وضعن أو أُجهضن أثناء الحرب. المعلومات المتاحة أنه عند اندلاع الحرب، كان هناك نحو 60 ألف امرأة حامل في غزة، وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب ولد نحو 20 ألف طفل في القطاع. في نهاية عام 2024، قال مركز الإحصاء الفـ.لسـ.طيني إن هناك 60 ألف سيدة حامل في غـ.زة.

◾ واجهت النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة ظروفًا كارثية بسبب انهيار نظام الرعاية الصحية. على مدار أشهر الحرب الـ 15، قام جيش الاحتلال بتدمير أو الإضرار بنحو 84% من المرافق الصحية بغـ.ز.ة. 

◾ بحلول يناير 2025، كانت الرعاية الطارئة للتوليد وحديثي الولادة متوفرة في 7 من أصل 18 مستشفى تعمل جزئيًا في مختلف أنحاء غـ.ز.ة، و4 من 11 مستشفى ميدانيًا، ومركز صحي مجتمعي واحد، مقارنةً بـ 20 مؤسسة تشمل مشافٍ ومرافق صحّية صغيرة أخرى كانت تعمل قبل الحرب، وفق منظمة هيومن رايتس ووتش.

◾ تسبب هذا في حرمان عشرات آلاف النساء الحوامل من الوصول إلى الرعاية اللازمة، وزاد من خطر حدوث مضاعفات صحية خطيرة أثناء الحمل، والولادة، وما بعدها. حذر خبراء الأمم المتحدة من زيادة بنسبة 300% في حالات الإجهاض في غـ.ز.ة.

◾ في يناير 2024، قالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة تيس إنغرام، عقب عودتها من غـ.ز.ة، إنها رأت أمهات نزفن حتى الموت، وممرضة اضطرت لإجراء عمليات ولادة قيصرية لـ6 نساء حوامل متوفيات.

◾ وتابعت: "رؤية أطفال حديثي الولادة وهم يعانون، بينما تنزف بعض الأمهات حتى الموت، يجب أن يقض مضاجعنا جميعا".

◾ تحكي سيدة فـ.لسـ.طينية من غـ.زة معاناتها لمنظمة هيومان رايتس ووتش، قائلة: "كنت حامل في الشهر الثاني عند بداية الحرب، وبسبب الجوع والقلق وقلة الرعاية واجهت ولادة صعبة، ولم أتمكن من الحصول على أدوية ولا حتى بنج أثناء الولادة، وغادرت المستشفى بعد 4 ساعات".

◾ في مارس 2024، أجرت "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" مسحًا لـ 305 امرأة، بينهن 37 امرأة حاملًا. من بين النساء الحوامل اللواتي شملهن الاستطلاع، مرت 68% منهنّ لمضاعفات طبية، و28% منهن بالمخاض المبكر، و12% منهم وضعن مواليد موتى.

تدمير أجيال من الأطفال الفـ.لسـ.طينيين

◾ إلى جانب الولادة تحت القصف والنار، لأمهات يعانين من الجوع وسوء التغذية، يواجه حديثي الولادة أزمة أخرى تتمثل في عدم قدرة أمهاتهم على إرضاعهم. يقول نيستور أوموهانغي، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فـ.لسـ.طين: "سوء التغذية والقلق يعوقان الرضاعة الطبيعية لثلاثة أرباع الأمهات الجدد، في وقت لا يتوفر فيه حليب الأطفال".

◾ يشكل هذا تهديدًا لحياة حديثي الولادة، إذ يرفع من نسب إصابتهم بسوء التغذية والأمراض، التي تحميهم الرضاعة الطبيعية منها. 

◾ طبقا لـ"يونيسف" ومنظمة الصحة العالمية: "في أوضاع الطوارئ تعمل الأجسام المضادة الموجودة في لبن الأم على حماية الرضع من المرض والوفاة، ويضمن لبن الأم مصدرًا آمنًا ومغذيًا ومتيسّرًا لتغذية الرضع".

◾ أفادت اليونيسف أن خلال شهر واحد (من ديسمبر 2024 حتى يناير 2025 ) توفى 8 رضع على الأقل، بسبب انخفاض حرارة الجسم نتيجة نقص المأوى ودرجات حرارة الشتاء المنخفضة.

◾ "نضطر إلى وضع أربعة أو خمسة أطفال في حاضنة واحدة.. ومعظمهم لا ينجو"، يقول طبيب في مستشفى للولادة عن انخفاض عدد الحضانات للأطفال المبتسرين، في شهادته لـ"هيومن رايتس ووتش".

◾ في أكتوبر 2024، قالت لجنة تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة، إن الهجمات الإ.سـ.رائيلية على المرافق الطبية في غزة، وخاصة تلك المخصصة لرعاية الأطفال وحديثي الولادة، أدت إلى معاناة لا يمكن حسابها للمرضى الأطفال، بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة. 

◾ واعتبرت اللجنة أن "إ.سـ.رائيل انتهكت حق الأطفال في الحياة، وحرمتهم من الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، وفرضت عمدًا ظروفًا معيشية أدت إلى تدمير أجيال من الأطفال الفـ.لسـ.طينيين، وربما الشعب الفـ.لسـ.طيني ككل".

◾ لم تكتفِ إ.سـ.رائيل بذلك، بل تعمدت استهداف مراكز الإخصاب. في أبريل 2024، قصف جيش الاحتلال مركز البسمة للإخصاب وأطفال الأنابيب، أكبر مركز للخصوبة وتجميد الأجنة في غزة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 4000 جنين بالإضافة إلى 1000 عينة أخرى من الحيوانات المنوية والبويضات غير المخصبة المخزنة.

◾ أكد مدير المركز الدكتور بهاء الدين الغلاييني، أن الواقعة جريمة ضد مستقبل الشعب الفـ.لسـ.طيني، مرجحًا أن يكون القصف متعمدًا بهدف تدمير الأجنة، وتقليل معدلات الإنجاب في القطاع.

⭕ سلاح التجويع

◾ استخدمت إ.سـ.رائيل الطعام والشراب كسلاح خلال فترة الحرب. بحسب الأمم المتحدة، انخفضت قدرة سكان غـ.زة على الوصول إلى المياه بنسبة 95%، وبلغ متوسط نصيب السكان من المياه لتلبية احتياجاتهم 3 لترات فقط يوميًا، وهو ما يُمثل 20٪ من معيار الطوارئ للمنظمة الأممية، البالغ 15 لترًا. ويلجأ 70% من سكان غـ.زة، إلى شرب المياه المالحة والملوثة من الآبار مباشرةً.

◾ وصنفت الأمم المتحدة، في أكتوبر 2024 منطقة قطاع غـ.زة بالكامل في الدرجة الرابعة للأمن الغذائي، أي الطوارئ، إذ يعاني 1.84 مليون شخص من سكان غـ.زة من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي المُصنفة كـ"أزمة" أو أعلى، بينهم 133 ألف يواجهون انعدام الأمن الغذائي الكارثي، وهي مستويات أعلى بـ10 مرات قبل العدوان.

◾ وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، لا يعني مباشرة انتهاء أزمة الغذاء والماء، فوفق الأمم المتحدة لا تزال الاحتياجات الإنسانية لا تزال مهولة، فيما لم تعد محطات المياه للعمل لتوفير مياه نظيفة بشكل مستقر حتى الآن.

◾ يعني هذا استمرار معاناة فلسطينيو غزة، لا سيما الفئات الأضعف مثل النساء الحوامل والأطفال، من سوء التغذية وأخطار الأمراض وهو ما يهدد مستقبلهم.  

آخر التحقيقات