كيف ساهمت الحكومة في أول مليار دولار ربح سنوي لـ"التجاري الدولي"؟.. نصف دخل البنك خلال 10 سنوات من "الديون الحكومية"

📌 في 18 فبراير 2025، أعلن البنك التجاري الدولي (CIB) تحقيق صافي أرباح 55.2 مليار جنيه خلال عام 2024، بنسبة نمو 86% مقارنة بـ 2023، ليصبح بذلك أول مصرف خاص مدرج في بورصة مصر، يُسجل أرباحًا تفوق المليار دولار.

◾ الأرباح التاريخية لـ "CIB" لم تكن لتتحقق لولا استثماره الكبير في عجز الموازنة العامة للدولة، مستغلًا الارتفاع القياسي لأسعار الفائدة، وهو ما أكده الرئيس التنفيذي للبنك، هشام عز العرب، في تصريحات تلفزيونية قبل أيام، إذ قال إن القطاع المصرفي استفاد من الأزمة الاقتصادية  في مصر  وتمكن من تحقيق أرباحًا قوية.

◾ يتتبع فريق #متصدقش في هذا التقرير، من خلال تحليل القوائم المالية لـ "التجاري الدولي" خلال الفترة 2015 - 2024، كيف أصبح إقراض الحكومة المصرية هو المصدر الأكبر لعوائد البنك على مدار عقد كامل.

⭕ الطريق إلى أول مليار دولار  

◾ "التجاري الدولي" هو أكبر بنك خاص في مصر، وأكبر شركة مطروحة في البورصة المصرية بقيمة سوقية تبلغ نحو 240 مليار جنيه. 

◾ يعد صندوق أبوظبي القابضة، التابع للحكومة الإماراتية، المساهم الأكبر بعد استحواذه على 18.81% من الأسهم،  باعتها الحكومة المصرية في أبريل 2022، مقابل 911 مليون دولار.  

◼️ ويمتلك صندوق التأمين الاجتماعي للعاملين بالحكومة المصرية حصة تبلغ 7.34% من أسهم البنك، فيما تمتلك شركة فيرفاكس المالية القابضة الكندية، والمتخصصة في خدمات التأمين، حصة 6.3%. أما بقية أسهم البنك، فهي مطروحة للتداول في بورصتي مصر ولندن.

◼️ خلال السنوات العشر الماضية، نتيجة الخفض المتكرر لقيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، والارتفاع القياسي في معدلات التضخم، زاد سعر الفائدة البنكية من 9.75% في 2015، إلى 19.75% في 2017، قبل أن تعود للانخفاض تدريجيًا حتى 9.25% في نوفمبر 2020، لكنها عادت مرة أخرى للارتفاع مع الأزمة الاقتصادية الأخيرة، حتى وصلت إلى عند 28.25% بحلول مارس 2024، وحتى اليوم. 

◾ الارتفاع الكبير لأسعار الفائدة والتوسع في الإنفاق، أدى لزيادة عجز الموازنة الحكومية خلال العقد الأخير، من 279 مليار جنيه في العام المالي 2014/2015 إلى 1.2 تريليون جنيه في 2024/2025. 

◾ بنهاية سبتمبر 2024، بلغ حجم الدين العام المصري (داخلي وخارجي) نحو 13.3 تريليون جنيه.

◾ لتمويل العجز، تعتمد الحكومة المصرية على الاقتراض عبر أدوات الدين، والتي تشمل أذون الخزانة (تتراوح آجال استحقاقها بين 91 و364 يومًا)، والسندات (تتراوح آجالها بين سنة و30 سنة). وتُفرض ضرائب تبلغ 20% على العوائد المحققة من تلك الأدوات.

◾ وتربح البنوك حاليًا فائدة على أذون الخزانة تتراوح بين 25% و32%، وفق آجال الاستحقاق. ويختلف العائد على السندات، بحسب المدة، حيث تمنح عوائد أعلى للسندات الأطول أجلًا.

◾ وحقق "التجاري الدولي" صافي دخل من إقراض الحكومة بلغ 253.2 مليار جنيه خلال 10 سنوات، وهو يعادل نسبة 50.69% من إجمالي العوائد المحققة من كافة الأنشطة الاستثمارية والمصرفية الأخرى، خلال تلك السنوات. 

◾ وتكشف نتائج أعمال البنك أن الاستثمار في  أدوات الدين الحكومية، كان البند الأكثر تحقيقًا للعوائد عام 2024، مسجلًا 63.9 مليار جنيه. ويعكس هذا الرقم الفرق بين إيرادات الفوائد التي يجنيها البنك من أدوات الدين، والتكاليف المدفوعة عليها قبل خصم الضرائب والمصروفات الأخرى.

أدوات الدين تُهيمن على أنشطة CIB

◾ خلال العقد الأخير ارتفعت استثمارات البنك التجاري الدولي في أدوات الدين بنسبة 639%، مدفوعة بزيادة اقتراض الحكومة، وبعد أن كانت قيمة حيازاته من أدوات الدين تبلغ نحو 27.6 مليار جنيه في 2015، زادت إلى 204.1 مليار جنيه في 2024. 

◾ وتظهر البيانات ارتفاعًا ملحوظًا مع بداية الأزمة الاقتصادية عام 2022، حيث بلغ حجم استثمارات البنك في أدوات الدين الحكومية 179.7 مليار جنيه، وارتفع صافي العائد منها إلى 28.8 مليار جنيه.

◾ وفي العام التالي 2023، ارتفعت حيازة البنك من أدوات الدين لتصل إلى 200.8 مليار جنيه، لتحقق 32.9 مليار جنيه من العوائد، ما يعادل 31.6% من إجمالي صافي العوائد المحققة خلال العام.

◾ وفي نهاية 2024، واصل البنك زيادة استثماراته في أدوات الدين الحكومية لتصل إلى 204.1 مليار جنيه، محققًا عوائد بقيمة 63.9 مليار جنيه.

◾ وبفضل هذه الاستثمارات، عزز البنك التجاري الدولي (CIB) مكانته كأكبر شركة مصرية تحقيقًا للأرباح على مدار الأعوام الماضية، متفوقًا على جميع الشركات العامة المدرجة في البورصة المصرية ، بحسب رصد متصدقش.