اعرف


أدى التغير المناخي إلى وقوع حالات اغتصاب وعنف أسري وتزويج بالإكراه، ما يشير إلى مزيد من العنف ضد النساء والفتيات في عدد من دول العالم.


كوب 27.. كيف يؤدي التغير المناخي إلى مزيد من العنف ضد المرأة؟

Nov. 10, 2022 - اعرف
كوب 27.. كيف يؤدي التغير المناخي إلى مزيد من العنف ضد المرأة؟
نتيجة التحري
مع زيادة تأثير الانبعاثات الحرارية على البيئة، وارتفاع الاحتباس الحراري، تكثر حوادث العنف ضد المرأة، خاصة في الدول الأكثر فقرًا.
وفقًا لتقرير صادر عن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة IUCN، عام 2020، فقد أدى التغير المناخي إلى وقوع حالات اغتصاب وعنف أسري وتزويج بالإكراه، ما يشير إلى مزيد من العنف ضد النساء والفتيات في عدد من دول العالم.
يقول التقرير، الذي استغرق إعداده حوالي عامين، أنه بسبب إملاء بعض الأمور على المرأة، والتفرقة على حسب النوع في المجتمعات الأكثر فقرًا والدول النامية، تعاني النساء بشدة أثناء الظروف المناخية الصعبة وخلال الكوارث الطبيعية.
وبشكل عام تؤثر الفيضانات وحرائق الغابات وغيرها من مظاهر التغير المناخي، على المرأة أكثر من الرجل خاصة في الدول الفقيرة.
وحسب شبكة "نساء لعدالة المناخ"، فإن النساء أكثر عرضة للوفاة عن الرجال عند وقوع الفيضانات، إذ أنه نادرًا ما تتوجه النساء لملاجئ الطوارئ لأنه في بعض الدول تقول العادات إنه "من غير اللائق أن تقف النساء وجهًا لوجه مع الرجال أو أن تستخدمن دورات المياه ذاتها".
## الرجال أكثر تلويثًا للبيئة.. والمرأة الأكثر تضررًا
وحسب تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن الرجال أكثر تلويثًا للبيئة من النساء، أذ أن معدل الانبعاثات الذي تتسبب فيه النساء أقل لأنهن يتناولن كميات أقل من اللحوم فضلًا عن معدل قيادة النساء للسيارات أقل من الرجال. 
ورغم ذلك تدفع النساء الفاتورة الأعلى في التغير المناخي، إذ أنه حسب وفقا لتقديرات الأمم المتحدة عام 2018 فإن 80% من النازحين بسبب التغير المناخي كن نساء.
وحسب تقرير نشره موقع "دويتش فيلة" كانت حصيلة ضحايا إعصار غوركي عام 1991 في بنجلاديش بين النساء مرتفعة بمعدل 9 مرات عن الرجال، فيما كان عدد النساء اللاتي يتعين عليهن ترك منازلهن بسبب حرائق الغابات عام 2009 في استراليا ضعف عدد الرجال.
وفي كينيا، كان يتعين على النساء الانتظار طويلا للحصول على مساعدات غذائية عندما ضرب الجفاف البلاد عام 2016، وخلّف أكثر من مليوني شخص في خطر الجوع.
وفي أماكن ندرة المياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة نتيجة التغير المناخي، ورغم أن النساء هن من يجلب الماء إلا أنهن آخر من يشربه، إذ تكون الأولوية للرجال.
يؤدي ذلك إلى إصابة النساء بمشاكل صحية خاصة في أوقات الدورة الشهرية، كما تمتنع بعض الفتيات عن الدراسة ويتم حرمانهن من التعليم، في سبيل توفير المياه للرجال في المجتمعات الفقيرة.
## التزويج بالإكراه
في بعض الدول الأفريقية، ومع ما يحدث من كوارث طبيعية مثل الفيضانات، تضطر بعض الأسر إلى تزويج بناتهن القاصرات بالإكراه، للمساعدة في إعالة الأسر، التي تسوء حالتها الاقتصادية بشدة بسبب الكوارث المناخية.
قبل عامين، قال المدير الإقليمي لقارة آسيا بمنظمة Plan International، يوليان شوماخر، في لقاء مع "دويتشة فيله" إن ارتفاع معدلات تزويج الفتيات بالإكراه في أوقات الأزمات أصبح "استراتيجية للنجاة عن طريق التخلص من الفتاة لتخفيف الضغط من على عاتق الأسرة أو كمصدر وحيد الدخل".
على سبيل المثال، ارتفاع نسبة تزويج الفتيات القاصرات رغمًا عنهم في مالاوي، مع سلسلة التغيرات المناخية في السنوات الأخيرة، كما رصدت تقارير قيام الأسر بـ"بيع الفتيات" في إثيوبيا وجنوب السودان لتزويجهن خلال فترات الجفاف الشديد، مقابل الحصول على مواشي.
## الاعتداء الجنسي
مع زيادة التغير المناخي، يزداد الجفاف والتصحر في دول جنوب القارة الأفريقية، فيما أثبتت دراسات تأثير ذلك على زيادة تعرض النساء والفتيات للاعتداء الجنسي.
في تلك الدول، بينما تضطر النساء إلى إعالة الأسر وتحمل مسؤولياتها، ومع زيادة الجفاف تقع مسؤولية إحضار المياه للأسرة على عاتق المرأة، ما يضطرها إلى السير لمسافات طويلة، ويزيد ذلك من احتمالية تعرضهن للاعتداء خاصة في المناطق التي يوجد بها عصابات مسلحة.
على سبيل المثال، في كينيا، هناك ممارسة شائعة تُعرف بـ"نظام جابويا"، وهي ممارسة انتشرت مع زيادة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة المحيطات، مما أدى إلى ندرة بعض الأسماك، ولكي تشتري سيدة نوع من أنواع السمك يطالبها بعض الصيادين بإقامة علاقات جنسية كثمن للحصول على الأسماك.

آخر التحقيقات