زائف


حصل العالم السويدي سفانتي بابو (Svante Pääbo) على جائزة نوبل في الطب عام 2022، لاكتشافاته عن "جينومات أشباه البشر المنقرضة (إنسان نياندرتال) والتطور البشري"، بحسب جمعية نوبل. ✅✅


العالم سفانتي بابو لم يحصل على "نوبل" بسبب اكتشافاته المناقضة لادعاءات "الأفروسنتريك"

May. 24, 2023 - علوم
العالم سفانتي بابو لم يحصل على "نوبل" بسبب اكتشافاته المناقضة لادعاءات "الأفروسنتريك"
وسيم السيسي، باحث في تاريخ مصر القديمة.
الإدعاء

في مقاله "جائزة نوبل صفعة لأفريكا سنتريك"، المنشور في موقع المصري اليوم بتاريخ 6 مايو 2023، ذكر الدكتور وسيم السيسي معلومات خاطئة عن عالم الوراثة سفانتي بابو وحصوله على جائزة نوبل عام 2022، وكذلك عن دراسة بحثية عن جينات المصريين القدماء.

نتيجة التحري

🔲 الخطأ الأول: "معهد ماكس بلانك، ورئيسه Seventy Babo، الذي حصل على جائزة نوبل هذا العام مع فريقه الذي يعمل معه «Krause Team وWolfgang- Haak» لأنهم نجحوا في حل معضلة التسلسل للحمض النووى على مومياوات مصر القديمة".

📌 التصحيح: ⬇️⬇️

لم يحصل العالم السويدي سفانتي بابو (Svante Pääbo) على جائزة نوبل في الطب عام 2022، بسبب أبحاثه على مومياوات مصر القديمة، كما ادعى السيسي، وإنما حصل عليها لاكتشافاته عن "جينومات أشباه البشر المنقرضة (إنسان نياندرتال) والتطور البشري"، بحسب جمعية نوبل.

كما لم يتعاون بابو مع أي من الباحثين في الدراسة التي ذكرها وسيم. سفانتي بالفعل هو رئيس معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية ولكن ليس بالضرورة أن يشترك مع كل المجموعات البحثية التي تعمل في المعهد أو أن يشرف على أبحاثهم، كما أن بعض الباحثين المشاركين في الدراسة يعملون في معاهد بحثية وجامعات أخرى من داخل وخارج ألمانيا.

كان بابو قد صرح سابقًا أنه تأثر بالحضارة المصرية عندما زار مصر وهو طفل مع أمه وبدأ بالفعل في دراسة تاريخ العلوم وعلم المصريات والآثار، ودا لأنه كان نفسه يكون عالم آثار ويكتشف مومياوات، لكن بابو غير مساره الأكاديمي واتجه لدراسة الطب لكي يدرس علم الأحياء مثل والده (سوني برغستروم) الذي كان أستاذًا في الكيمياء الحيوية ونال جائزة نوبل في الطب سنة 1982.

🔲 الخطأ الثاني: "عنوان البحث: «Black Or White، Ancient Egyptian Race، Mystery Now Solved»، وترجمة هذه الكلمات: «أسود أم أبيض، الجنس المصري، اللغز أصبح الآن محلولًا»".

📌 التصحيح: ⬇️⬇️

عنوان البحث ليس «Black Or White، Ancient Egyptian Race، Mystery Now Solved» وإنما هذا العنوان كان لتقرير منشور على موقع "Big think" في 11 يونيو عام 2017، تزامنًا مع نشر الدراسة التي تحدث عنها دكتور وسيم. Big Think Science

عنوان الدراسة هو "Ancient Egyptian mummy genomes suggest an increase of Sub-Saharan African ancestry in post-Roman periods" وترجمته " جينوم مومياوت مصرية يشير إلى وجود جينات أفريقية من بعد العصر الروماني"، وقد نشرتها دورية "نيتشر كوميونيكشنز Nature communications" في 30 مايو عام 2017.

ماذا تقول الدراسة؟

قام الباحثون في هذه الدراسة بتحليل الحمض النووي لـ 90 مومياء من موقع "أبو صير الملق" في مركز الواسطى بمحافظة بني سويف.

واستُخلص الحمض النووي من أسنان وعظام المومياوات من مقابر شاسعة مرتبطة بالإله أوزوريس. ويرجع أقدمها إلى عام 1388 قبل الميلاد تقريبا في عهد الدولة الحديثة وهي مرحلة بلغ فيها نفوذ مصر وثقافتها أوجهما. أما أحدث المومياوات فترجع تقريبا إلى العام الميلادي 426 أي بعد عدة قرون من تحول مصر إلى أحد أقاليم الإمبراطورية الرومانية.

واستطاع الباحثون الحصول على الجينوم الكامل من ثلاث مومياوات فقط، وقارنوا جينوم المومياوات بجينوم 100 مصري و125 إثيوبيًا.

وتوصلت هذه الدراسة إلى أن كان قدماء المصريين كانوا أكثر ارتباطًا بشعوب الشرق الأدنى لا سيما من بلاد الشام وتركيا والعراق، ويتشارك المصريون المعاصرون 8٪ من الجينوم الخاص بهم مع سكان إفريقيا جنوب الصحراء.

ويقول الباحثون إن الجينات الأفريقية من جنوب الصحراء الكبرى لم تتدفق إلى مصر إلا خلال 1500 عام الماضية فقط، أي بعد العصر الروماني، ويعتقدوا أن السبب قد يكون تجارة الرقيق أو من خلال نشاط التجارة بين المنطقتين عبر نهر النيل.

وبحسب الباحثون فإن العوامل الوراثية لمجتمع أبو صير الملق لم تخضع لأي تحولات كبيرة خلال الفترة الزمنية التي درسوها والتي تبلغ 1300 عام، مما يشير إلى أن السكان ظلوا غير متأثرين وراثيًا نسبيًا بالحكم الأجنبي من الإغريق والرومان.

وقال الباحثون إن أحد القيود على الدراسة أنهم حصلوا على جميع بياناتهم الجينية من موقع واحد فقط في مصر الوسطى وقد لا تكون ممثلة لكل مصر القديمة. كما يريد الباحثون في المستقبل أن يحددوا بالضبط متى تسربت الجينات الأفريقية إلى الجينوم المصري ولماذا. وللقيام بذلك، سيتعين عليهم تحديد الحمض النووي لمومياوات من فترات أقدم لعصور ما قبل التاريخ.

جدير بالذكر أن مقال وسيم السيسي جاء على خلفية الجدل المثار حول فيلم "الملكة كليوباترا" الذي طرحته منصة نتفلكس، والاتهامات الموجهة للفيلم بتزييف التاريخ والترويج لحركة المركزية الإفريقية "الأفروسنتريك"، بسبب لون البشرة والملامح الأفريقية لبطلة العمل التي تؤدي دور كليوباترا. وسبق وقام فريق #متصدقش بتناول هذا الجدل في منشور مطول تجدون رابطه في التعليقات.

آخر التحقيقات