آخر التحقيقات

قبل عيد الأضحى.. حرب وتعويم وفشل حكومي.. 3 أسباب وراء ارتفاع أسعار اللحوم

Jun. 23, 2023 - اقتصاد
قبل عيد الأضحى..  حرب وتعويم وفشل حكومي.. 3 أسباب وراء ارتفاع أسعار اللحوم
نتيجة التحري

📌 مع اقتراب عيد الأضحى، لا تزال أسعار اللحوم الحمراء في ارتفاع مستمر، إذ تجاوز سعر الكيلو الواحد 350 جنيه، ووصل في بعض الأماكن إلى 400 جنيهًا، رغم تعدد مشاريع الثروة الحيوانية الحكومية، ومحاولات الاستيراد بأسعار مخفضة.

➖ أسباب عديدة وراء الارتفاع القياسي في أسعار اللحوم، بعضها يتم تجاهله رسميًا، في مقابل التركيز على أسباب أخرى مثل تراجع سعر صرف الجنيه أمام الدولار.

➖ في هذا التقرير يحاول #متصدقش رواية القصة الكاملة وراء ارتفاع أسعار اللحوم.

⭕️ انخفاض كبير في الثروة الحيوانية وإنتاج اللحوم

◾ شهدت أعداد رؤوس الماشية (أبقار - جاموس - أغنام - ماعز - جمال) تراجعًا ملحوظًا خلال السنوات القليلة الماضية، حيث انخفضت من 18.6 مليون رأس عام 2014 إلى 7.5 مليون رأس فقط عام 2021 (أحدث إحصائية متاحة)، بحسب النشرة السنوية لإحصاءات الثروة الحيوانية التي يصدرها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

◾ أدى هذا الانخفاض الكبير إلى تراجع إنتاج مصر من اللحوم الحمراء، حيث انخفض من 941 ألف طن سنويًا عام 2014 و975 ألف طن عام 2015 إلى 554 ألف طن فقط في عام 2021، بحسب نشرة حركة الإنتاج والتجارة الخارجية من السلع الزراعية.

◾ وشهدت واردات اللحوم تذبذبًا بين الارتفاع والانخفاض خلال هذه الفترة، من 351 ألف طن عام 2014 إلى 720 ألف طن عام 2015 (الذي شهد زيادة كبيرة في نصيب الفرد من اللحوم الحمراء) و 913 ألف طن عام 2018 (شهد زيادة كبيرة أيضا في نصيب الفرد من اللحوم الحمراء) وصولًا إلى 425 ألف طن لحم أحمر مستورد عام 2021.

◾ انعكس هذا على نصيب الفرد من اللحوم الحمراء، والذي انخفض من 10.8 كيلو جرام سنويًا عام 2014، و13.6 كيلو جرام سنويًا عام 2015، حتى وصل إلى 7.4 كيلو جرام عام 2021.

◾ وتراجعت كذلك نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء في مصر (قيمة الإنتاج المحلي منسوبًا إلى المتاح للاستهلاك) من 71.9% عام 2014 إلى 53.8% عام 2020 (أحدث البيانات المتاحة).

◾ وعزا مزارعين وخبراء أسباب التراجع الكبير في أعداد الماشية وبالتالي إنتاج اللحوم الحمراء إلى التوسع في استيراد اللحوم الحمراء من الخارج، إلى جانب ارتفاع أسعار الأعلاف، ما نتج عنه مكاسب التربية بشكل كبير.

◾ تكشف بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أن العام 2018، الذي شهد زيادة كبيرة في واردات اللحوم الحمراء من الخارج (913 ألف طن)، حتى تجاوزت حجم الإنتاج المحلي (858 ألف طن) للمرة الأولى، هو نفس العام الذي تلاه انخفاض كبير في أعداد الماشية لتصل من 16.3 مليون رأس إلى 7.4 مليون رأس فقط في العام التالي 2019.

⭕️ مشاريع الحكومة أخطأت الهدف

◾ أطلقت الحكومة على مدى السنوات الماضية العديد من المشروعات التي تهدف إلى تقليل الفجوة الغذائية في اللحوم الحمراء ومنها:

▪️ المشروع القومي لإحياء البتلو، الذي بدأ تنفيذه عام 2018، ووصلت مخصصاته حتى العام 2021 إلى 6.5 مليار جنيه، بإجمالي 435 آلاف رأس ماشية، بحسب الهيئة العامة للاستعلامات التابعة لرئاسة الجمهورية.

▪️ مجمع الإنتاج الحيواني المتكامل بمدينة يوسف الصديق بالفيوم، والذي جرى افتتاحه في ديسمبر 2019، ويقع على مساحة 485 فدانًا، ويضم 3 مزارع لتربية وتسمين الماشية بطاقة استيعابية 18 ألف رأس، ومجزر آلي، ومركز للأبحاث البيطرية، ومنافذ بيع.

▪️ المبادرة الرئاسية لتشجيع صغار المزارعين على إحلال سلالات الأبقار عالية الإنتاجية بتمويل ميسر وقروض بـ10 مليارات جنيه مصري، يوليو 2021.

▪️المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان بمدينة السادات على مساحة 1000 فدان، بهدف تحسين سلالات قطعان الماشية.

▪️ مجمعات للإنتاج الحيواني بالنوبارية بإجمالي طاقة استيعابية 40 ألف رأس ماشية.

◾ لم تنجح المشاريع الحكومية في زيادة أعداد الماشية أو إنتاج اللحوم. بدأت تلك المشاريع وأعداد الماشية 17.3 مليون رأس، وإنتاج اللحوم الحمراء 792 ألف طن، وفي 2021 كانت رؤوس الماشية 7.5 مليون رأس، وإنتاج اللحوم الحمراء 554 ألف طن.

◾ واضطرت الدولة لإغلاق بعض من مشروعات الإنتاج الحيواني بعدما تكبدت خسائر كبيرة، منها مجمعا (يوسف الصديق) وقارون في الفيوم، فيما خفض مجمعا السادات والنوبارية من طاقتهما الإنتاجية، بحسب موقع "مدى مصر".

◾ توقف إنتاجية مشروعات الدولة في الثروة الحيوانية، أشار إليه ضمنيًا هيثم عبد الباسط، نائب رئيس شعبة القصابين، حيث قال في تصريحات تلفزيونية إن مصر دولة غير منتجة للحوم ومعتمدة على الاستيراد.

◾ أكد ذلك سعيد زغلول، عضو شعبة القصابين بغرفة الجيزة التجارية: "إحنا معندناش تنمية ولا ثروة حيوانية حقيقية في البلد، كله على الورق، كلام جميل أوي على الورق، لكن في الطبيعة مفيش عندنا ثروة حيوانية".

❓️ لماذا ترتفع أسعار اللحوم الحمراء؟

◾ جاءت الأزمة الاقتصادية التي تضرب مصر منذ مارس 2022 (عقب الغزو الروسي لأوكرانيا)، والثروة الحيوانية وإنتاج اللحوم الحمراء في تراجع كما سبق وأوضحنا، وهو ما فاقم من تأثير الأزمة على الأسعار.

◾ أدى الخفض المتكرر لقيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، ليفقد نحو 50% من قيمته الرسمية خلال عام واحد، إلى مضاعفة تكلفة استيراد اللحوم من الخارج، وتكلفة استيراد الأعلاف لإطعام الماشية حيث أن مصر (تستورد مصر 90% من احتياجاتها من إجمالي الأعلاف)، وهو ما انعكس بالطبع على أسعار اللحوم.

◾ واعترف الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه بتأثير سعر الصرف على أسعار اللحوم، حيث قال خلال فعاليات مؤتمر الشباب في يونيو الجاري: "إنت بتقول النهارده كيلو اللحمة بـ300 جنيه. طب هو ليه بـ300 جنيه؟ عشان سعر الصرف".

◾ وبسبب أزمة شح العملة، فرض البنك المركزي قيودًا مشددة على الاستيراد من الخارج، وطالت هذه القيود واردات مصر من الأعلاف ما أثر على قطاعي الماشية والدواجن، ما فاقم من ارتفاع أسعار الأعلاف، ورفع أسعار اللحوم.

◾ وجاء الصراع العسكري الذي اندلع في السودان، في أبريل 2023، ليلقي بظلاله على أسعار اللحوم، إذ تعتبر السودان أحد أهم موردي اللحوم الطازجة ورؤوس الماشية لمصر.

◾ استوردت مصر في عام 2022 نحو 110 ألف رأس ماشية حية و10 آلاف طن متري من اللحم البقري من السودان، بحسب بيانات وزارة الزراعة الأمريكية الصادرة في تقرير لها عن مصر يوم 10 مايو 2023.

آخر التحقيقات