"إحباط مخطط إرهابي في 30 يونيو".. لجان إلكترونية مصرية تشن حملة تضليل ضد معارضين

تحقيق متصدقش

📌 يحلل هذا التقرير حملة استهدفت معارضين مصريين، أبرزهم المحامي الحقوقي زياد العليمي، كاشفة أن لجان إلكترونية مؤيدة للحكومة تقف خلف ترويجها.

يحلل هذا التقرير حملة استهدفت معارضين مصريين، أبرزهم المحامي الحقوقي زياد العليمي، كاشفة أن لجان إلكترونية مؤيدة للحكومة تقف خلف ترويجها.@zyadel3laimy

في 25 يونيو 2025، ظهرت على منصات التواصل الاجتماعي منشورات متشابهة بصياغة مكررة تدعي قيام الأجهزة الأمنية المصرية "بإحباط مخطط… pic.twitter.com/zFxlAyM7zI

— متصدقش (@matsda2sh) July 15, 2025

في 25 يونيو 2025، ظهرت على منصات التواصل الاجتماعي منشورات متشابهة بصياغة مكررة تدعي قيام الأجهزة الأمنية المصرية "بإحباط مخطط إرهابي لاستهداف البلاد في 30 يونيو بقيادة زياد العليمي ومدير مكتب أحمد طنطاوي ومعتز مطر وأيمن نور".

ورغم أن الأجهزة الأمنية المصرية لم تعلن خلال الشهر الماضي عن أي عملية أمنية أو اعتقال لأي من الشخصيات المذكورة بالمنشورات، إلا أن هذه المنشورات حققت انتشاراً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وهدفت لتشويه سمعة شخصيات سياسية وإعلامية عبر ترويج معلومات مضللة.

⭕ منشورات معدودة حققت انتشار مليوني

ظهر أول منشور ذكر سردية "المخطط الإرهابي الذي يقوده زياد العليمي" يوم 25 يونيو 2025، ورغم قلة عدد المنشورات إلا أنها حققت انتشاراً يقدر بإجمالي 2.65 مليون مرة بمعدل 126 ألف مرة يومياً؛ وهو انتشار لا يتناسب مع عدد المنشورات.

وبعد تجريف البيانات باستخدام أداة Meltwater ثم تحليلها، تبين أن نسبة التكرار في المنشورات تزيد عن 92 في المئة، ما يعني أن غالبية المنشورات قد نُشرت بصيغة متشابهة ومكررة.

وقد ركزت غالبية هذه المنشورات على رواية واحدة تدور حول "مخطط إرهابي"، خططت له مجموعة من الشخصيات داخل وخارج مصر؛ على رأسهم العليمي، ومدير مكتب السياسي المعارض أحمد طنطاوي؛ "للقيام بأعمال تخريبية في مصر خلال يوم 30 يونيو"؛ وهو التاريخ الذي يوافق ذكرى المظاهرات التي أدت إلى عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.

⭕ "جهة أمنية" أطلقت الصفارة

ظهر أول منشور عن هذا "المخطط الإرهابي" المزعوم، في منتصف نهار يوم 2 يونيو 2025، الساعة 4:17 بتوقيت مصر، على صفحة تسمى "مصر موطني" على منصة "فيسبوك".

هذه الصفحة المصرية ظهرت عام 2018، ويديرها أربعة أشخاص من مصر. وفي عام 2019، قام حساب "أحمد جعفر أبو محمد" بكتابة توصية للصفحة، وقد أظهرت المعلومات المتاحة عن حساب "أحمد جعفر" أنه يعمل "أمين شرطة بوزارة الداخلية المصرية" بكفر صقر بمحافظة الشرقية.

بعد نحو 15 دقيقة من كتابة المنشور، ظهر منشور بالصياغة نفسها على حساب "العقرب السام70708080"، مكرراً الاتهامات ذاتها. وبالرجوع إلى المعلومات المتاحة عن الحساب، تبين أن الحساب مصري، ويضع صورة اللواء عمر سليمان، الرئيس الأسبق للمخابرات العامة المصرية، وقد حدد موقعه في القاهرة، إلى جانب رقم هاتفه.

وبعد فحص رقم الهاتف باستخدام أداة Truecaller تبين أن الرقم مسجل كـ Spam باسم "جهة أمنية"، وقد ظهرت عدة تعليقات لمستخدمين حذروا من الرد على اتصاله.

⭕ حسابات وهمية شاركت في التضخيم

بعد انتشار الاتهامات المزعومة على منصات التواصل الاجتماعي خاصة "إكس" و"فيسبوك"، نسخت عدة حسابات وهمية الرواية المضللة ونشرتها؛ من هذه الحسابات، حساب "Mano saad 5 @msd460323087460".

يعود تاريخ ظهور هذا الحساب لعام 2024، ويضع صورة غير حقيقية، ورغم أن أرشيف منشوراته يشير إلى أنه يتفاعل مع منشورات معارضة للنظام المصري، إلا أنه قد أعاد نشر المحتوى ضد المعارضين المصريين، مع التركيز على حصول العليمي وثمانية أشخاص معه على مبلغ 250 مليون جنيه محولين من الخارج.

وتكرر المحتوى نفسه على حساب " Sabry Elhawary @SabryElhawary8"؛ وهو حساب مصري حديث النشأة، يعود تاريخ ظهوره لعام 2023. ودأب هذا الحساب على نشر منشورات دعائية للنظام المصري باستمرار، كما أنه يتفاعل مع شبكة حسابات تتبنى خطاب كراهية وتحريض ضد السعوديين.

أما حساب "ابن النيل @Mohamed51146304" -وهو حساب مصري حديث النشأة- نشر منشوراً يتضمن سب وقذف وتحريض ضد العليمي.

ولا ينشر حساب "ابن النيل" أي محتوى، بل يتفاعل فقط عبر نشر تعليقات مؤيدة للنظام المصري على منشورات المعارضين.