آخر التحقيقات

زائف


➖ خلال حواره مع جريدة "المصري اليوم"، هاجم المخرج خالد يوسف، منتقدي الأخطاء التاريخية في مسلسه الجديد "سره الباتع"، الذي يُعرض في رمضان 2023، واصفًا الأمر بأنه لا يتعدى كونه "قشور" ولا يصل إلى حد "خطأ تاريخي".


خالد يوسف يكذب ولا يتجمل.. كيف خالف "سره الباتع" المصادر التاريخية؟

Apr. 04, 2023 - منوعات
خالد يوسف يكذب ولا يتجمل.. كيف خالف "سره الباتع" المصادر التاريخية؟
المخرج خالد يوسف.
الإدعاء

➖ خلال حواره مع جريدة "المصري اليوم"، هاجم المخرج خالد يوسف، منتقدي الأخطاء التاريخية في مسلسه الجديد "سره الباتع"، الذي يُعرض في رمضان 2023، واصفًا الأمر بأنه لا يتعدى كونه "قشور" ولا يصل إلى حد "خطأ تاريخي".
على خلاف ما قاله "يوسف"، تُكذب كتب التاريخ مشاهد متعددة في مسلسله. ترصد #متصدقش هذه الأخطاء.

نتيجة التحري
🔲 الخطأ الأول:
في حديث بالجريدة، استنكر "يوسف" هجوم متابعي المسلسل بعد استخدام (مواطني القرية) في عدد من المشاهد لـ"الحنطور"، قائلًا: "العربة التى تجرها الأحصنة قالوا لم تكن موجودة لأن من أدخلها هو نابليون، الرد هو أنه بالمنطق أحمس استخدم هذه العربة قبل آلاف السنين، هل معقول أن المصريين لم يتفتق ذهنهم وأن يصنعوا عربة مثلها على الأقل ويجرها حصان، وهل كانوا منتظرين نابليون حتى يعرفنا ذلك". ❌❌
📌 التصحيح: ⬇️⬇️
◾ الكلام ده غير صحيح، ومضلل. المصادر التاريخية المختلفة أثبتت عدم استخدام عامة المصريين للعربة التي ظهرت في مسلسل "سره الباتع" خلال فترة الحملة الفرنسية (1798- 1801)، ولا يوجد مصدر قال إن المصريين استخدموها حينها، ومقارنتها بعربة "أحمس" مقارنة مضللة. ✅✅
◾ رغم ظهور "عربات النقل الفخمة" في مصر قبل بدء الحملة الفرنسية، إلا أنه لم يكن لها أي استخدام بين العامة حتى العقود المتأخرة من القرن الـ19، أي بعد الحملة الفرنسية بعشرات السنين. ✅✅
◾ لا تشير مؤلفات المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي، الذي وثق حياة المصريين أثناء فترة الحملة الفرنسية، إلى استخدام عربات النقل أو "الحنطور" في التنقلات العادية للمواطنين، إذ يشير في مؤلفه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار"، إلى أن اعتماد المصريين في تلك الحقبة التاريخية كان على الحمير كوسيلة تنقل. ✅✅
◾ في سياق تعليقه على تأثر أعمال الكثير من أصحاب الصناعات والحرف، في وقت الحملة الفرنسية، قال الجبرتي: "وأما أرباب الحرف الدنية الكاسدة فأكثرهم عمل حمارا مكاريًا… حتى صارت الأزقة خصوصا جهات العسكر مزدحمة بالحمر"، ومهنة "حمارا مكاريًا"، مقصود بها العمل على تأجير الحمار كوسيلة للتنقل. ✅✅
❓ متى ظهرت عربات النقل؟
◾ أول ظهور لعربات النقل "الفخمة" التي تجرها الخيول، في تاريخ مصر الحديث، عندما أدخلها الأمير المملوكي إبراهيم بك (1735-1817) وكانت عربة تجرها 6 خيول، والمركبة الثانية كانت تخص نابليون بونابرت. ✅✅
◾ المركبة الثالثة كانت في عهد والي مصر محمد علي باشا، وكانت هدية من الفرنسيين عام 1824 م، بحسب بحث "أثر تطور وسائل النقل والمواصلات على شوارع القاهرة في عهد محمد علي"، الذي نُشر في "المجلة التاريخية" وهي مجلة علمية تصدر عن الجمعية التاريخية المصرية. ✅✅
◾ واقتصر استخدام تلك العربات "الفخمة" على والي مصر وحاشيته، وكبار الموظفين، وبعض الأوروبيين، وكان استخدامها محدودًا، خاصًة إن الطرق الممهدة في القاهرة والإسكندرية كانت قليلة، وحتى عام 1840 كان عددها 30 في القاهرة، و"أكثر من ذلك في الإسكندرية"، بحسب "المجلة". ✅✅
◾ وبعد التوسع في تمهيد الطرق، بدأت فئات المصريين المختلفة في فترة متأخرة من القرن الـ 19 (أي بعد الحملة الفرنسية)، في استخدام أنواع أخرى من تلك العربات، كـ"الحنطور"، و"الكارو". ✅✅
◾ يؤكد ذلك أيضًا أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، د.محمد عفيفي، الذي قال لـ#متصدقش: كان الشائع استخدامه في حقبة الحملة الفرنسية الدواب مثل الحمير بين العامة كوسيلة نقل، ولم يكن هناك استخدام لـ"الحنطور" بعد. ✅✅
❓ كيف حاول خالد يوسف التجمل؟
◾ خلال استنكاره الانتقادات التي تعرض لها المسلسل، رد "يوسف" بأن "أحمس استخدم العجلات الحربية فالمنطق يقول إن اللي بعده استخدموها".
◾ لا يمكن مقارنة العربة التي ظهرت في المسلسل، بالعربة التي استخدمها الملك أحمس (1550 -1525 ق.م). ✅✅
◾ عربة المسلسل تشبه عربات الحنطور المعاصرة تمامًا، فيما كانت عربة أحمس عجلة حربية تتسع لشخص واحد فقط، تناسب الغرض المُراد منها (المعارك العسكرية)، ولم يتم التوسع في استخدامها على نطاق المواطنين فيما بعد. ✅✅
◾ يوضح الباحث الأثري وصاحب مؤلفات في الحقبة الفرعونية وأمين عام مساعد اتحاد المرشدين السياحيين العرب، أحمد السنوسي، في تصريحات لـ"أخبار اليوم"، مارس 2020، أن العجلة الحربية التي أدخلها "أحمس" لمصر، صُممت لتسع شخص واحد فقط يستخدمها واقفًا، ولا يزال هناك نموذج منها هي عجلة الملك توت عنخ أمون، الموجودة في المتحف المصري الكبير. ✅✅
◾ وبتفحص شكل العجلة -يمكنك مطالعة الصور في المصادر- نجدها مختلفة عن الحنطور الحديث، الذي ظهر في المسلسل. ✅✅
🔲 الخطأ الثاني:
❓ هل أكل المصريين على "السفرة" في عهد "الحملة"؟
واحدة من ضمن الأخطاء التي وصفها "يوسف" بـ"القشور" كان أحد المشاهد في الحلقة الثانية، يأكل فيه مجموعة من أبطال العمل الذين يعيشون في قرية فقيرة على طاولة طعام "سفرة"، وحولها مجموعة من المقاعد، بشكل مشابه لـ"السفرة" الحديثة. ❌❌
📌 التصحيح: ⬇️⬇️
◾ يذكر العالم الراحل رفاعة الطهطاوي في مؤلفه "تخليص الإبريز في تلخيص باريز"، الذي أصدره عام 1824، بعد نحو 23 عامًا من انتهاء الحملة الفرنسية، كم كان غريبًا، عندما صادف شكل السفرة (الحديثة)، في فرنسا، ما يشير لعدم وجودها سابقًا في مصر عند عامة الشعب. ✅✅
◾ يقول طهطاوي: "ولم نشعر في أول يوم إلا وقد حضر لنا أمور غريبة في غالبها، وذلك أنهم أحضروا لنا عدة خدم فرنساوية، لا نعرف لغاتهم، ونحو مائة كرسي للجلوس عليها". ✅✅
◾ وأوضح قائلًا: "لأن هذه البلاد يستغربون جلوس الإنسان على نحو سجادة مفروشة على الأرض، فضلاً عن الجلوس بالأرض"، ما يُشير إلى أن الأكل على سجادة مفروشة على الأرض، كان هو المنتشر في مصر في عهد طهطاوي. ✅✅
◾ لا يوجد تاريخ متاح حول توقيت دخول طاولات الطعام "السفرة"، الحديثة إلى مصر، فيما يؤكد د.عفيفي لـ#متصدقش أن استخدام تلك الطاولات اقتصر على الفرنسيين، أثناء الحملة، وأَكل المصريين على "الطبلية"، و"الصواني" على اﻷرض. ✅✅

آخر التحقيقات