أمس الأحد، نفى المركز الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء ما “انتشر في بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي من أنباء بشأن احتواء البنزين على منجنيز ومعادن أخرى مما يتسبب في أعطال السيارات”.
إيه أصل القصة؟ وهل اللي نشر الكلام ده هي المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي ولا الموضوع أكبر من كده؟ ده اللي هنحاول نوضحه في البوست ده:
– الكلام عن الموضوع بدأ بعد انتشار خطاب أرسلته الرابطة الأوروبية لمصنعي السيارات (تضم 16 مُصنعًا للسيارات في أوروبا) لجهات حكومية مصرية، في 8 فبراير 2022، تُبدي فيه مخاوفها من تسبب رداءة جودة البنزين المصري في أعطال لسياراتها.
– وأوضحت الرابطة في خطابها الموجه لوزير البترول ووزيرة الاستثمار ورئيس جهاز حماية المستهلك، أنها لاحظت حدوث أعطال متكررة للمُحركات “التربو” في سياراتها، بسبب “الجودة الضعيفة للغاية”، للبنزين المصري، وهو ما حدث لمئات السيارات في 2021، بعضها لسيارات لم تُكمل السير لـ10 آلاف كم.
– وأضافت أنه بعد تحليل عينات من البنزين، ظهر أن نسبة المنجنيز به أعلى من النسبة المطلوبة، وهو ما سبّب تلك المشكلة، التي رُصدت في محافظتي القاهرة والسويس.
– كما رصدت الرابطة إضافة أحد المعادن الذي يُعرف تجاريًا باسم “MMT” للبنزين لزيادة نسبة “الأوكتان” به، وهو ما أثّر سلبيًا على المحركات.
– ويعمل الأوكتان على زيادة نسبة احتراق البنزين لدى السيارات ذاتيًا، وهو ما قد يفيد المحركات القديمة التي تنخفض فيها نسبة الانضغاط للمحرك ويؤثر على قوة حركة السيارة، لكن المحركات الحديثة نسبة الانضغاط فيها عالية؛ لذا استخدامه مُضر لها.
– بعد انتشار صورة من الخطاب، بدأت التوك شو في الحديث عن الأمر، حيث أجرى الإعلامي عمرو أديب مداخلة تليفونية مع خالد سعد، رئيس رابطة مصنعي السيارات في مصر، للحديث عن الموضوع.
– “سعد” أكد صحة الخطاب، وقال إن في الفترة الأخيرة ظهر تأثير سلبي لبنزين 95 على بعض المُحركات التي تعمل به، خاصةً السيارات التي تعمل بمحرك “تربو”، الذي يحتاج إلى نسبة احتراق عالية.
– المتحدث باسم وزارة البترول، حمدي عبد العزيز، أكد في مداخلة إعلامية مع عمرو أديب، وجود الخطاب، لكنه نفى وجود منجنيز بالبنزين المصري أو أي معادن أخرى يمكن أن تضر السيارات، مؤكدًا أنه مطابق للمواصفات القياسية.
– “عبد العزيز” قال إنه يعتقد أن سبب حدوث المشكلة هو المُحسنات التي تُضيفها بعض مستودعات محطات البنزين، لكن قطاع البترول لا يقوم بذلك، متسائلًا “لماذا ظهرت هذه المشكلة في القاهرة والسويس فقط؟”.
– المركز الإعلامي لمجلس الوزراء دخل على خط الأزمة، وأصدر بيانًا تجاهل فيه الحديث عن خطاب الرابطة الأوروبية لمصنعي السيارات، وقال إن الموضوع مصدره “بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي”، وأنه “شائعة”.
– بيان المركز نقل عن وزارة البترول تأكيدها أن كل منتجات البنزين سليمة ومطابقة للمواصفات القياسية، وخالية من المنجنيز أو المعادن، وتخضع لعمليات مراجعة وتحليل دقيقة ومستمرة، ويتم سحب عينات عشوائية للتأكد من سلامة البنزين بأنواعه، وعدم احتوائها على أي شوائب أو معادن.
– البيان كمان قال إن في شركات عالمية تعمل في مصر في مجال تسويق البنزين ولها العديد من المحطات وتقوم بإجراء اختبارات وتحاليل للبنزين في مستودعاتها قبل طرحها في المحطات التابعة لها، ولم تصدر أي شكاوى من هذه الشركات العالمية.