وصلتنا استفسارات كتيرة جدًا عن حقيقة ما يحدث في إقليم كشمير، وحقيقة الصور والفيديوهات المنتشرة عن قتل وتعذيب وسحل المسلمين هناك. هنحاول في البوست ده نوضح حقيقة الأوضاع باختصار.
إقليم كشمير هو منطقة تقع في شمال غرب شبه القارة الهندية، وله حدود مع الهند وباكستان والصين وأفغانستان. مساحته حوالي 222 كيلو متر مربع، ويعيش فيه أغلبية مسلمة (60%).
بعد تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، أصبح محلًا للنزاع بين الهند وباكستان، حيث تدعي كل دولة تحت ذرائع مختلفة أنه جزء من أراضيها، وهو ما أدى إلى نشوب حربين بين البلدين أسفرتا عن تقسيم الإقليم إلى جزء هندي وجزء باكستاني.
منحت الهند الجزء الخاضع لها من كشمير وضع قانوني خاص، يتيح للحكومة المركزية في نيودلهي سن التشريعات الخاصة بالدفاع والشؤون الخارجية والاتصالات في المنطقة، فيما يهتم البرلمان المحلي بالمسائل الأخرى، لكن ده لم يُنهي المسألة، حيث استمرت الدعوات (المدعومة من باكستان) للانفصال عن الهند، وهو ما أدى في كثير من الأحيان إلى صدامات عنيفة مع قوات الأمن. كما ظهرت العديد من الجماعات المسلحة في الإقليم التي تقاتل الحكومة الهندية.
عام 2019، قررت الحكومة الهندية (التي يسيطر عليها اليمنيين الهندوس) إلغاء الوضع الخاص لإقليم كشمير، وتم فرض إجراءات أمنية مشددة تضمنت حظر التجول ووضع زعماء بالولاية قيد الإقامة الجبرية وتعليق خدمات الهاتف والإنترنت.
أدى القرار إلى حدوث صدامات عنيفة جدًا مع قوات الأمن، واتهمت منظمات دولية الهند بانتهاك حقوق الإنسان في كشمير، واستخدام أسلحة مميتة خلال تفريق المظاهرات الاحتجاجية ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
ومازال إقليم كشمير يشهد توترات حادة، تتفاقم في كثير من الأحيان إلى مواجهات وصدامات عنيفة.
# إيه اللي بيحصل مؤخرًا في كشمير؟
خلال الشهور القليلة اللي فاتت، نفذت مجموعات صغيرة من المسلحين سلسلة عمليات قتل في إقليم كشمير، كان آخرها الخميس الماضي، حيث قُتل مدرسان، أحدهما هندوسي والآخر من السيخ، بالرصاص داخل مدرسة حكومية.
ومنذ مطلع العام 2021، قتل خلال هذه الهجمات 28 مدنيًا، أغلبهم مسلمين وبينهم 7 هندوس وسيخ، وتعتقد الشرطة أن الجماعات المسلحة الانفصالية تستهدف الموظفين العاملين في الدولة والأقليات الدينية.
وتبنت جماعة تسمى “جبهة المقاومة TRF” هذه الاغتيالات، وقالت إنها لا تستهدف الناس على أساس دينهم ولكنها تستهدف الذين يعملون لدى السلطات الهندية.
ردًا على هذه الهجمات، شنت السلطات الهندية حملة اعتقالات واسعة في كشمير، حيث قامت خلال الأيام القليلة الماضية بالقبض على 570 شخصًا، وقالت إنها تكثف غاراتها ضد الجماعات المسلحة.
دي حاليًا المعلومات المتاحة في وسائل الإعلام الدولية والهندية عن الأوضاع في كشمير، لكن الحديث عن حملات قتل وتعذيب واسعة النطاق يظل حتى الآن مبالغات مفيش دليل مؤكد عليها.
# إيه حقيقة الصور والفيديوهات المنتشرة حاليًا عن الأوضاع في كشمير؟
حققنا في العديد من الصور والفيديوهات، ووجدنا كثير منها إما ليس له علاقة بما يحدث في كشمير أو لقطات لأحداث قديمة، لكن بعضها لوقائع حصلت مؤخرًا.
هنحاول في بوستات منفصلة نوضح حقيقة بعض الصور والفيديوهات المنتشرة.
# إيه أوضاع المسلمين في الهند؟
يبلغ عدد سكان الهند 1.4 مليار نسمة، ويعتبر المسلمين أقلية، حيث يبلغ عددهم نحو 200 مليون نسمة.
بشكل عام، يعاني المسلمين في مختلف أنحاء الهند من الاضطهاد، حيث باتت الاعتداءات على المسلمين من قبل الجماعات الهندوسية القومية شائعة دون أن تلقى سوى القليل من الإدانة من الحكومة الهندية التي تنتمي إلى اليمين الهندوسي، بحسب بي بي سي.
على سبيل المثال، في أغسطس الماضي ظهر مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فيه فتاة صغيرة مذعورة تتشبث بوالدها المسلم بينما يعتدي عليه حشد من الهندوس.
وفي أواخر سبتمبر الماضي، شنت السلطات الهندية حملة لتهجير مئات العائلات المسلمة في مقاطعة آسام شمال شرقي البلاد، وخلال الحملة شوهدت قوات الأمن وهي تطلق النار على المحتجين على التهجير، ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين.
وظهر مقطع فيديو مدنيًا رافضًا للإخلاء يشتبك مع أفراد من الشرطة فيردوه أرضًا وسط إطلاق وابل من الرصاص ثم ينزلون على جسده بالهراوات، ثم يقفز شخصًا يحمل كاميرا، تبين لاحقًا أنه مصور يتبع قوات الأمن، فوق جثة الضحية الملقى أرضًا.
ورغم إعلان السلطات الهندية فتح تحقيقات في العديد من حوادث الاعتداء على المسلمين إلا أن الانتهاكات مستمرة وسط تقاعس حكومي.