اعرف


خلال الأسابيع الماضية، اشتكى مواطنون من اختفاء #أدوية مستوردة، تعالج أمراض القلب، والغدة الدرقية، والجلدية، كما غابت بدائلها المحلية، وارتفعت أسعارها حال ايجادها، بحسب جولة في صيدليات القاهرة والجيزة، وتصريحات مرضى لفريق "متصدقش".


"سوق سوداء" للدواء.. اختفاء "المستورد" ونقص "المحلي" (شكاوى مرضى وجولة في الصيدليات)

Feb. 11, 2024 - موضوعات
"سوق سوداء" للدواء..  اختفاء "المستورد" ونقص "المحلي" (شكاوى مرضى وجولة في الصيدليات)
"سوق سوداء" للدواء.. اختفاء "المستورد" ونقص "المحلي"
الإدعاء

خلال الأسابيع الماضية، اشتكى مواطنون من اختفاء #أدوية مستوردة، تعالج أمراض القلب، والغدة الدرقية، والجلدية، كما غابت بدائلها المحلية، وارتفعت أسعارها حال ايجادها، بحسب جولة في صيدليات القاهرة والجيزة، وتصريحات مرضى لفريق "متصدقش".

نتيجة التحري

◼️ واعترفت وزارة الصحة بنقص ما بين 10 إلى 15% لأصناف دوائية، وعدم توافر مثيل أو بديل لها، أبرزها أدوية الـ Targeted therapy أو الأدوية الموجهة والتي تتعامل مع حالات خاصة من الأورام، بحسب تصريحات الدكتور خالد عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة مع برنامج "الحكاية"، المذاع على قناة " MBC مصر".

⭕️ سوق سوداء 

◼️ أدى نقص الأدوية في الصيدليات، إلى ظهور سوق سوداء، وبيعها بأسعار تزيد عن 10 أضعاف السعر الرسمي، المعلن على العبوة.

◼️ اشتكت هالة * -اسم مستعار- لـ"متصدقش"، من اختفاء  دواء "بيتاكور 80"، ( محلي الصنع)، الذي يعالج تنظيم ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، والذبحات الصدرية، واضطرت لشرائه عبر وسطاء بـ 300 جنيها، في حين أن سعره الرسمي المدون علي العبوة 36 جنيها فقط.

◼️ قالت هالة: "منذ عام 2010، ولا يكتمل يومي ابدا بدونه، وفجأة منذ شهر نوفمبر 2023 لم أجده إطلاقا ولا أي دواء مماثل له في المادة الفعالة في صيدليات القاهرة، وبعض المحافظات".

◼️ ودواء "بيتاكور 80"، من إنتاج شركة آمون للصناعات الدوائية، التي اشترتها  شركة أبوظبي القابضة (ADQ)، المملوكة للحكومة الإماراتية ،في مارس 2021، في صفقة قيمتها 740 مليون دولار أمريكي. وتنتج "آمون" مجموعة واسعة من الأدوية، التي تستخدم فى علاج العديد من حالات الأمراض الحادة والمزمنة، وتشمل قائمة المنتجات الرئيسية للشركة كل من دواء "هاي بيوتك" و"أنتينال" و"ألفينترن" و"نيوروتون". 

◼️ وبحسب جولة فريق متصدقش، بعدة صيدليات في محافظة الجيزة، و الاتصال بأحد السلاسل الكبرى، لم نستطع الحصول على  عبوة من " بيتاكور 80"، وقال صيادلة، إن الدواء غير متوفر في الأسواق منذ شهور، ولا يوجد له بديل مماثل بنفس المادة الفعالة.

⭕️ أدوية "الغدة" مقابل مستحضرات تجميل

◼️ مع استمرار نقص الأدوية الضرورية، واستغلالاً للأزمة، يلجأ صيادلة إلى توفير الدواء مقابل مشتريات أخرى، من أجل تنشيط مبيعات أدوية، ومستحضرات تجميل. 

◼️ لم تفهم سمر أسامة* -اسم مستعار-، الأمر في البداية، لكنها اضطرت إلى شراء عبوة واحدة فقط من دواء"كاربيمازول"، الذي يعالج "فرط نشاط الغدة الدرقية"، مقابل شراء أدوية أخرى ومستحضرات تجميل، تكلفتها تخطت 2000 جنيه من إحدى سلاسل الصيدليات الكبرى.

◼️ منذ سبتمبر 2023، وتعاني "سمر"، من  نقص الدواء الذي تصنعه شركة "سيد للأدوية"، التابعة لوزارة قطاع الأعمال.

◼️ عن طريق أقاربها ومعارفها، تحاول سمر البحث عن الدواء المحلي، أو البديل المستورد، لكنهما غير متوفران منذ شهور، بحسب جولة لفريق متصدقش على عدة صيدليات صغيرة، سلسلة صيدليات كبري فى القاهرة والجيزة.

⭕️ دواء "إلتروكسين"عبر الإمارات 

◼️ أحد الأدوية التي اختفت خلال الفترة الماضية، هو "إلتروكسين" لغلاج خمول الغدة الدرقية. يحكي سيد أحمد* -اسم مستعار-  لفريق #متصدقش، تجربته في توفير ذلك الدواء، بعد فشله في العثور عليه داخل مصر  منذ مايو 2023.

◼️ يلجأ أحمد لشراء ذلك الدواء بتركيز 100 مجم من خارج مصر لوالدته. "قبل اختفاء الدواء كان متوافرًا بالصيدليات بسعر 70 جنيهًا، لكن الآن ألجأ لشرائه من الإمارات عن طريق طلبه من أحد المسافرين القادمين لمصر، واتواصل معهم عبر جروب "Hykerz Egypt" على فيسبوك، الذي يعرض فيه القادمون لمصر من الخارج نقل أو شراء أشياء لأفراد في الداخل مقابل عمولة"، يقول أحمد.

◼️ يشتري أحمد العبوة بسعر 22.5 درهم، ويدفع قيمتها للمسافر القادم من الخارج بسعر السوق السوداء (نحو 370 جنيهًا الآن)، وهو أكثر من 5 أضعاف سعر العبوة قبل اختفائها، ويشير إلى أنه أثناء بحثه عن العبوة من قبل، عرضت عليه إحدى الصيدليات توفيرها مقابل 700 جنيه، أي 10 أضعاف سعرها قبل الاختفاء.

⭕️ أدوية جلدية.. البحث عن المادة الفعالة 

◼️ مع نقص وغياب الأدوية التي تعالج الأمراض الجلدية التي يشترط صرفها بأمر الطبيب "روشتة دكتور"، يبحث مرضى عن المادة الفعالة، بدلًا من اسم الدواء، بحسب نصائح الأطباء، بحسب رنا* - اسم مستعار- التي تعاني من حبوب شباب في الوجه.

◼️ وقالت رنا لـ"متصدقش"، إنها تحتاج تناول دواء لعلاج حب الشباب بشكل منتظم بحسب تشخيص طبيبها، الذي نصحها بالبحث عن المادة الفعالة، نظرًا لنقص الأدوية في الصيدليات. 

◼️ وتبحث "رنا"، عن أي دواء به مادة "إيزوتريتينوين، Isotretinoin- بتركيز 20 مللي جرام"، التي تحتاج استخدامه يوميا لمدة 3 أشهر متواصلة دون انقطاع. 

◼️ مع فشلها في إيجاد التركيز المطلوب، عادت "رنا"للطبيب" الذي نصحها بالبحث عن أي تركيز لنفس المادة الفعالة، "الدكتور قالي هاتي أي تركيز، يعني لو لقيتي 10 مللي جرام، خدي قرصين بدل واحد".

◼️ لم تنجح "رنا" إلا في الحصول على عبوة واحدة لا تكفي إلا أيام قليلة فقط، لكنها رفضت بدء كورس العلاج، لأنه يتطلب استمرار تناوله لـ3 أشهر متواصلة دون انقطاع. 

◼️ طبيبة أمراض جلدية، قالت لـ"متصدقش" إنها باتت تشعر بضغط نفسي شديد تجاه مرضاها، نظرًا لصعوبة إيجاد الأدوية التي تصفها لهم. 

◼️ وأضافت "الطبيبة"، أنه في كثير من الحالات  لا يوجد حل لعلاج حبوب الشباب سوى تناول مادة "الايزوتريتينوين"، الناقصة في الأسواق في الوقت الحالي.

⭕️ نقص المواد الخام

◼️ خلال العامين الماضيين، أدت أزمة نقص الدولار في مصر، إلى  تراكم واردات المستوردون، في الموانئ بسبب صعوبة تدبير العملة للإفراج عنها، ما ألقى ذلك بظلاله على قطاع الأدوية.

◼️ غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات المصرية، طالبت مجلس الوزراء، في يناير 2023، بتدبير 150 مليون دولار للإفراج عن جزء من خامات إنتاج الدواء المحتجزة في الموانئ، والتي تحتاجها المصانع لتلبية احتياجات السوق المحلي الذي يعاني من نواقص الأدوية.

تستهلك مصر 4 مليارات عبوة دواء سنويًا، ويعتمد سوق الدواء المصري على الأدوية المستوردة من الخارج بنسبة 6% والأدوية محلية الصنع بنسبة 94%، وتستورد 95 % من خامات التصنيع، وفقًا لهيئة الدواء المصرية.

⭕️ سيناريوهات زيادة الأسعار 

◼️ بينما رفعت صيدليات أسعار أدوية بالمخالفة لقانون التسعير الجبري، تطالب شعبة الأدوية بالغرفة التجارية بزيادة أسعار ما بين 20 إلى 25% صنف دوائي، ( 1000 إلى 1500)، أبرزها أدوية الأمراض المزمنة وأدوية أخرى، توقع زيادة في أسعارها إلى 50%، بحسب الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية. 

◼️ وطرحت شعبة الدواء باتحاد الغرف التجارية، سيناريوهات الزيادة، التي تقول إنها ترجع لارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه، وزيادة تكلفة مدخلات الإنتاج و تكاليف استيراد المواد الخام، بحسب ما قاله رئيس شعبة الدواء باتحاد الغرف التجارية، علي عوف لموقع قناة العربية.

السيناريو الأول: الأعلى مبيعًا

◼️ رفع أسعار ثُلث الأدوية الأعلى مبيعاً في مصر (1500 مستحضر) بنسبة تتراوح بين 20 و25% خلال عام كامل، وفقاً لعوف. والذي قال "لدينا 17 ألف دواء مسجل في مصر، بينهم 4 آلاف مستحضر هم الأكثر مبيعاً.. تحريك نسبة الثلث قد يساعد الشركات على تحمّل ارتفاع تكاليف الأصناف الأخرى".

➖ السيناريو الثاني: الأمراض المزمنة

◼️ يتضمن رفع أسعار 450 دواءً لعلاج الأمراض المزمنة كالضغط والسكر والكلى والكوليسترول والشلل الرعاش وغيرها من الأدوية التي تستخدم بشكل يومي، بنسبة تتراوح بين 15 و20%.

◼️ بجانب تحريك أسعار 600 دواء من المستحضرات التي تسمى "OTC"، التي تصرف دون وصفة طبية (Over the Counter Medicines) مثل "المسكنات وخوافض الحرارة وأدوية نزلات البرد والحساسية"، بنسبة 30%، فضلاً عن زيادة أسعار جميع المضادات الحيوية والأدوية المستخدمة بشكل موسمي بنسبة 25%، بحسب عوف.

آخر التحقيقات